أَنس بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَع فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ. قَالَ: وَهْوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ. قَالَ: قَالَ أَنسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في هَذَا الْقَدَحِ أكثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانها حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أبو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صنَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فترَكَهُ.
الثاني:
(انصدع)؛ أي: انشقَّ.
(نُضَار) بضم النون وتخفيف المعجمة وبالراء: شجرٌ من شجر الشمشار، وقيل: الخالصُ من كل شيء، وقيل: هو عُودٌ أصفرُ يشبه لونَ الذهب، وقيل: الأَثَلُ بالمثلثة، وقال أبو العباس القُرْطُبي: وجدتُ في بعض نُسَخ البخاري، وهي نسخةٌ جيدةٌ عتيقةٌ: قال أبو عبد الله: قد رأيتُ هذا القدحَ بالبصرة وشربتُ فيه، وقد اشتُرِي من ميراث النضر بن أنس بثمانِ مئةِ ألفٍ.
* * *
(باب شُرب البَرَكة)
هو في لسان العرب: أن يُسمَّى الشيءُ المبارَكُ فيه: بركةً، كما