الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ، فَأمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: "عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ! "، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: "عُدْ"، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْح، قَالَ: فَلَقِيتُ عُمَرَ، وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: تَوَلَّى اللهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ!، وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الآيَةَ، وَلأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ، قَالَ عُمَرُ: وَاللهِ! لأَنْ أكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ.

(جهد) هو بالضم: الطاقة، وبالفتح: الغاية في الشفقة، والمراد هنا: الجوع الشديد.

(فاستَقريتُه) بغير همز، وأصل الكلمة مهموز، وكان من عادتهم إذا استَقرَأ أحدُهم صاحبَه القراَنَ يَحملُه إلى بيته يُطعمه ما تيسَّر عنده، وفي "الحِلية" لأبي نُعيم في حديث أبي هريرة هذه الزيادةُ؛ وهي حسنةٌ.

(وفتَحَها)؛ أي: أقرَأنِيها وحلَّ الاشتباهَ.

(رَحْله) هو المَسكَن.

(بِعُسٍّ) بضم المهملة الأولى وتشديد الثانية: القَدَحُ العظيمُ.

(كالقِدح) بكسر القاف: سهمٌ بلا نَصْلٍ ولا قُذَذٍ، شبَّهَ استواءَ بطنه من الامتلاء باستواء السهم إذا قُوِّم.

(تَولَّى ذلك)؛ أي: تقلَّد أمرِي -وهو إشباعي- ودفعَ الجوع عني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015