بَانَتْ مِنَ الأَوَّلِ، وَلَا تَحْتَسِبُ بِهِ لِمَنْ بَعْدَهُ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تَحْتَسِبُ.
وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ؛ يَعْنِي: قَوْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: يُقَالُ: أَقْرَأَتِ الْمَرْأةُ: إِذَا دَنَاَ حَيْضُهَا، وَأَقْرَأَتْ: إِذَا دَناَ طُهْرُهَا، وَيُقَالُ: مَا قَرَأَتْ بِسَلًى قَطُّ: إِذَا لَمْ تَجْمَعْ وَلَدًا فِي بَطْنِهَا.
(باب قَول الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} [البقرة: 228])
قوله: (بانت)؛ أي: بانقِضاء هذه العِدَّة من الزَّوج الأول، وهذه إشارةٌ إلى اجتِماع العِدَّتَين، واختُلف فيها، فقال: إبراهيم النَّخَعي تُتِمُّ بقيَّةَ عِدَّتِها من الأَوَّل، ثم تَستاْنف عِدَّةَ أُخرى للثَّاني، وقال الزُّهْري: يكفي عِدَّةٌ واحدةٌ، وتكون مَحسُوبةً لهما، وقول الزُّهْري أَحبُّ إليَّ من سُفيان.
(وقال مَعْمر) هو أبو عُبَيدة بن المُثنَّى.
(يقال: أقرأت) غرَضه أنَّ القُرء يُستعمل بمعنى: الحَيْض والطُّهر، فيكون من الأَضْداد.
(سلا) مقصورٌ: الجِلْدَة الرَّقيقة التي فيها الولَد مِن المَواشي، أي: لم يضمَّ رحمُها على ولَدٍ؛ يعني: القُرء جاء بمعنى: الجمْع والضَّمِّ.
* * *