قَالَ: "مَا يُعْجلُكَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ: "فَبِكْرًا تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ"، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: "أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا -أَيْ عِشَاءً- لِكَي تَمْتَشِطَ الشَّعِثة وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبةُ"، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ أنه قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "الْكَيْسَ الْكَيْسَ، يَا جَابِرُ"؟ يَعْنِي: الْوَلَدَ.
الحديث الأول:
(قفلنا)؟ أي: رَجعْنا.
(قَطُوف) بفتح القاف: بطَيء المَشْي.
(حديث عهد)؛ أي: جديد التَّزوُّج.
ووَجْه مُطابَقة الجَواب السُّؤالَ: أنَّ الحَداثةَ لازمةٌ لذلك.
(ليلًا، أي: عشاءً) إنما فسَّره به لئلا يُعارِض قولَه: (لا يَطْرُق أهلَه لَيلًا)، مع أنَّ المُنافاة مُنتفيةٌ من حيث إنَّ ذلك فيمَن جاءَ بغْتةً، وأما هنا فقد بلَغ خبَرُ مَجيئهم، وعَلِم النَّاسُ وُصولَهم.
(الشّعِثَة) بكسر العين المُهملة: هي الشَّعثاءُ المُغبَرَّةُ الرَّأْسِ المُنتَشِرةُ الشَّعرِ.
(وتَسْتَحِد) استِعمال الحَديد في شَعْر العانَة بإزالتِها بالمُوسَى، والمُراد الإزالة كيفَ كانَتْ.
(المُغِيْبة) بضم الميم: من باب الإِفْعال، وهي التي غابَ عنها زَوجُها.