(وسمعة)؛ أي: ليَسمعونَه.
(طبقًا واحدًا)؛ أي: لا يَنْثني للسُّجود، ولا يَنحني له، والطَّبق فِقَار الظَّهر، واحدتها: طَبقَة، يُريد: صارَ فِقارُهم كأنَّه الفِقارة الواحِدَةُ، فلا يَنتهي للسُّجود، وفي روايةٍ في غير الصَّحيح: (كأنَّ في ظُهورهم السَّفَافِيد).
واعلم أنَّ هذا السُّجودَ من بابِ التَّلَذُّذ والتَّقرُّب لله تعالى، وإِلا فالقِيامة دارُ الجَزاء لا دار العمَل.
قال (خ): هذا الحديثُ مما أَجرَوه على ظاهرِه على نحو مَذْهبهم في التوقُّف عن تَفسير ما لا يُحيط العِلْمُ به، أي: من المُتشَابِهِ، وقد أوَّلَه بعضُهم على معنى قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]، فرُوي عن ابن عبَّاس أنَّه قال: أي: عن شِدَّة، وكَرْبٍ، قال بعضُ الأَعراب وكان يَطرُد الطَّير عن زَرْعه في سنَةِ جَدْبٍ:
عَجِبْتُ مِنْ نَفْسِي وَمِنْ إِشْفَاقِها
وَمِنْ طِرَادِي الطَّيْرَ عَنْ أَرزَاقها
في سَنَةٍ قد كَشَفَتْ عَنْ سَاقِها
فيحتمل أنَّ معنى الحديث: أنه يَشتدُّ أمر القِيامة، فيتميَّز عند ذلك أهل الإخْلاص، فيُؤذَن لهم في السُّجود، وأهل النِّفاق تعُود ظُهورهم طَبقًا لا يَستطيعون السُّجود، وأوَّلَه بعضُهم بأنْ يَكشِفَ لهم ساقًا لبعض المَخلوقين من المَلائكة وغيرهم، ويُجعل ذلك سبَبًا لبَيان ما شاءَ من حِكْمته في أهل الإيمان والنِّفاق.