وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفي يَدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ في أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ القِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللهُ، وَإنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجيبُكَ عَنِّي"، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.
4374 - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأيْتُ"، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ في يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ في المَنَامِ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا، فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي؛ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ".
الثاني:
(مُسيلمة) مصغَّر مُسلِمة، ابن حَبِيْب الكذَّاب المُتنبِّي، صاحب نيرنجيات، قتلَه وَحْشِي في خلافة الصِّدِّيق.
(من بعده)؛ أي: الخلافة بعدَه.
وسبق الحديث في (علامات النبوة) بلفْظ الأمر.
(ولن تعدو)؛ أي: لن تُجاوِز قَدْرَك بنصبِ؛ (تَعْدو)، وكلام السَّفَاقُسِيِّ: أنَّ الرواية بالجزْم على لغةِ مَن يَجزِم بـ (لَنْ)، وقد حكاها الكِسَائي، قاله (ش).