لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَقَالَتِ: إلْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ، فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، قَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ. فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ، وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللهُ فِي الْجنَانِ. قَالَ حَبِيبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ.
قَالَ مَحْمُودٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَنَوْسَاتُهَا.
الثاني عشر:
(ونسَوَاتها) بفتح النون، والمهملة، والواو، وبسُكون السِّين كما في " المُحْكم"، أي: ضَفائِرها، وهو شَعرها (?).
وقال (خ): نسَواتها ليس بشيءٍ، إنما هو: نَوسَاتها، أي: ذَوائِبها تقطُر، وكلُّ شيءٍ جاء وذهَبَ، فقد نَاسَ.
وقال الجَوْهَري: النَّوْس التَّذَبذُب، وذُو نُوَاسٍ مِن أمراء اليمَن، سمي بذلك لذُؤابتين كانتا تَنُوسان على ظَهْره.
وقال (ع): نَسْواتها، كذا لهم، ولابن السَّكَن: (نَوْسَاتها) بتقديم