وَإِنِّي لأَنْهَجُ، حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.
الحديث الأول:
(وعكت) بضم الواو، أي: حُمِمْتُ، والوَعْك: الحُمَّى.
(تمرق) بالراء، أي: سقَط شَعري من علَّةٍ، يقال: مرَقْتُ الإهابَ: إذا حلَقتَ عنه صُوفَه، وفي بعضها بالزاي.
(حُميمة) تصغير حُمَة، وهي مجتمَعُ شعْر الرأْس، والجمُّ الكثير، ووفى، أي: كثُر.
(أم رُومان) بضم الراء، وفتحها، اسمها: زينب الفِرَاسيَّة.
(أُرْجُوحة) بضم الهمزة، وإسكان الراء، وضم الجيم، وبمهملةٍ.
قال أبو عُبيد: تُوضع خشبةٌ على تَلٍّ، فيجلس واحدٌ على طرَفٍ، وآخر على الآخَر، فترجَح الخشَبة بهما، ويحركان، يميل أحدُهما بالآخَر، ولا يُقال: مَرجوحة، بالميم، وجوَّزه الخليل، أي: وهذا مثالٌ، وإلا فقد يُجعل في حبْلٍ بين جِذْعَين، ونحو ذلك.
(أوقفتني) الأصل: وقَفْتني، ثُلاثيًّا.
(لأنهج) مبنيٌّ للمفعول، يقال: أنْهَجَ: إذا غلبَه التنفُّس من الإعْياء ونحوه، والنَّهيْج: تتابُع النَّفَس، وقيل: مبنيٌّ للفاعل أيضًا.