3809 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبة، سَمِعْتُ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ بنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأُبَيٍّ: "إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} " قَالَ: وَسَمَّانِي؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَبَكَى.

الثّاني:

(وسماني)؛ أي: نصّ عليّ باسمي، أو قال: واحد من أصحابك؟.

وأمّا تخصيص هذه السورة؛ فلأنها مع وجازتها جامعة لأصول، وقواعد ومهمات عظيمة، وكان الحال يقتضي الاقتصار.

(فبكى)؛ أي: سرورًا، أو استصغارًا لنفسه عن تأهله لهذه النعمة، أو خوفًا من تقصيره في شكرها.

والحكمة في أمره بالقراءة عليه أن يتعلم أُبَيٌّ ألفاظه، وكيفية أدائه - صلى الله عليه وسلم -، ومواضع الوقوف، فالقراءة عليه ليُعَلِّمَهُ، لا ليتعلم منه، وأن يَسن عرض القرآن على حفاظه المجوِّدين لأدائه، وإن كانوا دونه في النسب والدِّين والفضيلة ونحو ذلك، وأن ينبه النَّاس على فضيلة أُبَيّ، ويحثهم على الأخذ عنه، وتقديمه في ذلك، وكذا كان، فصار رأسًا، وإمامًا مشهورًا.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015