عَنِ الْمِنْهالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: "إِنَّ أَبَاكمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِها إِسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ".
التاسع:
(يعوذ) يُقال: أعذْتُ غَيري به، وعَوَّذْتُ به؛ بمعنًى.
(أباكما)؛ أي: لأنهما مِن نسَله.
(بكلمات الله) إما باقٍ على عمومه، أي: كلِّ كلمةٍ لله تعالى، أو مخصوصٌ بنحو المعوِّذتين، أو المراد القُرآن.
(التامة)؛ أي: التامِّ فضلُها، وبركتُها صفةٌ لازمةٌ؛ إذ كلُّ كلماته تامةٌ.
(وهامة) مفردُ الهوامِّ، وهو المَخُوف مِن الحشَرات، وقال (خ): ذَوات السُّموم.
(لامة)؛ أي: التي تُصيب بالسُّوء، وقيل: بمعنى المُلِمَّة، وإنما أُتي بها على فاعِلةٍ للمُزاوَجة، ويجوز أنها على ظاهرها بمعنى: جامعةٍ للشَّرِّ على المَعيُون، مِن لمَّه: إذا جمعَه، وقال (خ): كلُّ آفةٍ تُلمُّ بالإنسان من جُنونٍ ونحوه.
* * *