لأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نبَيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أقولُ لَكُم فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نبَيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ الله لَيْسَ بِأَعْوَرَ".

الحديث الأول:

(لقد أنذر نوح) خصَّصه بعد أنْ قال أولًا: (ما مِنْ نبَيٍّ) إلى آخره، وهو عام؛ لأنَّ نوحًا أوَّل مَن أنذَر، وهدَّد قومه، وأما مَن سبَقه، فإنهم كانوا في الإرشاد مثلَ الآباء للأولاد، أو لأنه أول البشَر الثاني، وذُريته هم الباقون في الدُّنيا لا غيرُهم، أو لأنه أوَّل الرسُل المشرِّعين: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13].

* * *

3338 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَىَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ أُحَدِّثُكُم حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نبَيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ: إِنَّها الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُم كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ".

الثاني:

(تمثال) بتاءٍ في أوله، أي: صُورة، وفي بعضها: (بمِثَالٍ) جار ومجرور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015