الثالث:
(ونية)؛ أي: قَصْدٍ.
سبَق أول (الجهاد).
(ولا يعضد) بالجزْم والرَّفع.
(يُخْتلى)؛ أي: يُجَزُّ.
(خلاها) بالقَصر: الرَّطْب من الحَشِيش.
(الإذْخر) نبتٌ طيِّب الرَّائحة.
(لقينهم) هو الحَدَّاد.
وسبَق في (باب: كتابة العِلْم).
ووجْه مناسبة الحديث للتَّرجمة لعلَّه استُنبط من لفْظ: (فانفِروا)؛ إذ معناه لا تغدِرُوهم، ولا تخالفوهم؛ لأنَّ إيجاب الوَفاء بالخُروج مستلزِمٌ لتحريم الغَدْر، أو أنَّه أشارَ إلى أنَّ رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يَغدِر في استِحلال القِتال بمكَّة؛ لأنَّه كان بإحلالِ الله له ساعةً، ولولا ذلك لمَا جازَ له.
وقيل: وجهه أنَّ تحريم قتْل البَرِّ لا يختصُّ ببلَدٍ، فدلَّ على أن الذي اختصَّ به الحرَم تحريم قتْل الفاجِر المستحِقِّ للقتْل، وإلا لم يكُن لمكَّة مَزيَّةٌ على غيرها، فيصدُق أنَّ الغادِر فيه بقتْل الفاجرِ والبرِّ كليهما آثمٌ، فتصحُّ التَّرجمة.