والمراد أنْ يُمنَعوا من إظْهار ذلك للمُسلمين، وإلا فالسُّنَّة أن لا يُكشَف عن بَواطِن أُمورهم وما يستحلُّون به من مذاهبهم في الأَنْكحة وغيرها، وذلك كما يُشترط على النَّصارى أنْ لا يُظهِروا صَليبَهم، ولا تُقرأ عقائدُهم.
(هجر) قالوا: المراد هَجَر البحرين، وقال الجَوهَري: اسمُ بلدٍ، مذكرٌ، مصروفٌ، وقال الزَّجَّاجي: يُذكَّر ويُؤنَّث.
وإنما امتنعَ عُمر في قَبول الجِزية من المَجوس حتَّى شَهِد عبد الرَّحْمَن؛ لأنَّ رأْيَه كان: لا يقبل الجزية إلَّا (?) مِن أهل الكتاب؛ إذ لو كان عالمًا لما كان لتوقُّفه في ذلك معنًى.
* * *
3158 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ -وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا- أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ ابْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَتْ صَلَاةَ الصُّبْح مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ