إلى أنَّ الجِزْية لأهل الذِّمَّة والموادَعة لأهل الحرْب، وقيل: هما بمعنًى؛ لأنَّ أخذ الجِزية موادعة، أي: مُتاركةٌ، أو أنَّ المراد بالموادَعة ما في حديث النُّعمان حيث ترَك المقاتلَة بعد المُضايقَة إلى أنْ قضَى التَّرْجُمان حديثَه، ولذلك أخَّرَ القِتال إلى الزَّوال.
(الذمة) يقال للعَهْد وللأمانة.
(أذلاء) جمع: ذَليل.
(والمسكنة) فسَّره استِطرادًا على عادته، وذلك في قوله تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61].
(ولم يذهب) هو من قول الفِرَبْرِي، أي: لم يذهب إلى أنَّ المسكنة مأخوذةٌ من السُّكون وهو عدَم الحركة.
(والعجم) هو أعمُّ من المعطُوف عليه من وجهٍ، وأخصُّ من وجهٍ.
(قِبَل) بكسر القاف، وفتح الموحَّدة، أي: من جِهَة المعنى، وهذا مذهب مَن فرَّق بين الغنيِّ والفَقير.
* * *
3156 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ جَابِرِ بْنِ زيدٍ وَعَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، فَحَدَّثَهُمَا بَجَالَةُ سَنَةً سَبْعِينَ عَامَ حَجَّ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عِنْدَ دَرجَ زَمْزَمَ، قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَانَا