فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه -: لَاهَا اللهِ! إِذًا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَدَقَ"، فَأَعْطَاهُ، فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرِفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ.
الحديث الثاني:
(حُنين) بنونين، منصرِفٌ.
(جَولة) بفتح الجيم، أي: اختِلاطٌ، وتأخيرٌ، وتقدُّمٌ من غير هزيمةٍ، ولكن في بعض الجيْش لا في رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومَن حولَه.
(علا)؛ أي: ظهَر، وأشرَف على قتْله، وقيل: صرَعه، وجلَس عليه.
(عاتقه) هو موضِع الرداء من المَنكِب، وحبْل العاتِق عصَبُهُ.
(ما بال النَّاس)؛ أي: منهزِمين.
(أمر الله)؛ أي: حُكم الله، أو المراد: ما حالُهم بعد الانهِزام؟
فأجاب بأنَّ أمر الله غالبٌ، أي: العاقبة للمتقين.
(لا هاء الله إذن) قال (ح): كذا يَروُونه، والذي في كلامهم: لا هاءَ اللهِ ذا، أي: بلفْظ ذا الإشاريَّة، والهاء بدَلٌ من الواو، كأَنَّه قال: لا واللهِ يكُون ذا.