والبصريون يتأوَّلونه على حذف الموصوف وإقامة صفته مُقامه، أي: نساء الجماعات المسلمات.
وقيل تقديره: يا فاضلاتِ المسلماتِ، كما يقال: هؤلاء رجالُ القوم، أي: أفاضلهم.
والكوفيون لا يقدِّرون محذوفًا، ويكتبون باختلاف الألفاظ للمغايرة.
ووجَّه ابن رُشْد بأن الخطاب يوجه لنساءٍ بأعيانهن، أَقْبَلَ بندائه عليهنَّ، فصحَّت الإضافة على المدح لهن، فالمعنى: يا فاضلات المسلمات، كما تقدم.
وعن ابن عبد البر إنكار الإضافة، وردَّه ابن السِّيْد بأنه نَقَلَتْه الرُّواة وتساعده اللُّغة، قال: وتوجيه ابن رشد يُقال فيه: وإنْ خاطَب نساءً بأعيانهنَّ فلم يقصِد تخصيصَهن به بل غيرهنَّ كذا، فالخطاب للعموم.
والثاني: رفعهما، فرفع الهمزة منادى مفرد، وإن كان غير علَم، كقوله تعالى: {يَا جبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سبأ: 10]، ورفع التاء صفةٌ على اللفظ، نحو: يا أيُّها النِّساء المؤمنات.
والثالث: رفع (النساء) ونصب التاء من (المسلمات)، نحو: يا زيدُ العاقلُ، والعاقلَ بالنصب صفةٌ على الموضِع، وعلامة النصب في جمع المؤنَّث الجرُّ.
(لجارتها) متعلِّقٌ بمحذوفٍ، أي: لا تحقِرنَّ جارةٌ هديةً لجارتها، وبالَغ حتى ذكَر أحقَر الأشياء.