وَقَالَ: "فِي غَيْرِ حَقِّ مُسْلِم، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ فِيهِ حَقٌّ".

وَيُرْوَى فِيهِ عَنْ جَابرٍ، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

(باب مَن أَحيا أرضًا مواتًا) أي: غير مَعمور، فهو يُشبه الميِّت، وعِمارته تُشبه الإحياء.

(في أرض الخراب) في بعضها: (المَوات).

(ويروى عن عمرو بن عوف) وصلَه ابن أبي شَيبة.

(وقال في غير)؛ أي: زاد في روايته ذلك، وقيل: إنما هو: ويُروى عن عُمر، بضم العين، أي: ابن الخطَّاب، وابن عَوْف، أي: عبد الرحمن، غايته أنَّ الألِف في (ابن) سقطَتْ في الخطِّ، ولا يُقال: يكون فيه تكرارٌ حينئذٍ؛ لأن له فيه فوائد:

أحدها: أن الأوَّل بصيغة تمريضٍ، والثاني بالجَزْم.

وثانيها: أنَّ فيه زيادة: (في غير حقِّ مسلمٍ).

وثالثها: أن في الثاني رفْعًا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لكنَّ الصَّحيح الأول، ففي التِّرمذي: أنه يَرويه عن عَمْرو بن عَوف.

قال الغَسَّاني: والحديث محفوظٌ لعمرو بن عَوف، فرويناه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدِّه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ أَحيَا مَوَاتًا من الأَرَضين في غيرِ حقِّ).

(لِعِرْقٍ ظالم) بالإضافة، لأنَّ الغارِس في أرض غيره بلا حقٍّ ظالمٌ، وبالتنوين، ونسبة الظُّلم للعِرْق مجازٌ؛ لأنه سبَب الظُّلم، أو به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015