ذلك لرِواية الحَمُّوِي، ولكن الصَّواب أن تكون مؤخَّرةً عنه، حتى [يكون] وصلًا لمَا ذكَره شاهدًا، فإنَّ البخاري لم يخرج عن عبد الله بن صالح كاتِبِ اللَّيث في "الجامع" مُسنَدًا ولا حرفًا واحدًا، بل ولا مُسلِمٌ، إلا أنَّ البخاري استَشهد به في موضعٍ، وهذا معنى قول أبي ذَرٍّ: إنَّ كلَّ ما قالهُ البخاري: عن اللَّيث، فإنما سمعه من عبد الله بن صالح كاتِب اللَّيث، أي: في الاستشهاد، نعَمْ، سيأتي حديث اللَّيث بطُوله في (باب الكَفالة).
وَقَالَ قتادَةُ: كَانَ الْقَوْمُ يَتَّجِرُونَ، وَلَكِنَّهم كَانُوا إِذَا ناَبَهُم حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ الله لَم تُلْهِهم تِجَارةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله، حَتَّى يُؤَدُّوهُ إِلَى الله.
2064 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِم بن أَبي الْجَعْدِ، عَنْ جَابرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَقْبَلَتْ عِيرٌ، وَنحنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - الْجُمُعَةَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ إِلَّا اثْنَي عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.