وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْيَم؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ الله! تَزَوَّجْتُ امرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: "مَا سُقْتَ إِلَيها؟ " قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهبٍ. قَالَ: "أَوْلم وَلَوْ بِشَاةٍ".
الحديث الثالث:
(استفضل)؛ أي: رَبحَ.
(وَضَر) بفتح الواو، والمعجَمة، ثم راء: لَطْخٌ من خَلُوقٍ، أو طِيْبٌ له لونٌ، وقال (ش): هو أثَرٌ من غير الطِّيْب.
(مَهْيَم) بفتح الميم والياء، وبينهما هاءٌ ساكنة: كلمةٌ يُستَفهم بها، أي: ما شَأنُك؟، وقيل: إنها يمانِيَةٌ، وهي مبنية على السُّكون.
(نواة) وفي بعضها: (وَزْنَ نَواةٍ) والأحسَن نصبه؛ لأنَّ السُّؤال جملةٌ فعليةٌ، فيكون الجواب كذلك للتَّشاكُل، ويجوز الرفْع لتُشاكِل (ما)؛ فإنها مبتدأٌ.
* * *
2050 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمرٍو، عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: كانَتْ عُكَاظٌ وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الإسْلاَمُ، فَكَأنَّهمْ تأثَّمُوا فِيهِ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فِي مَوَاسِم الْحَجِّ، قَرَأهَا ابن عَبَّاسٍ.