النَّاسَ، فَأَمَرَهم مَا شَاءَ الله، ثُمَّ قَالَ: "كُنْتُ أُجَاوِرُ هذِهِ الْعَشْرَ، ثُمَّ قدْ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هذِهِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، فَمَنْ كَانَ اعْتكَفَ مَعِي فَلْيثبُتْ فِي مُعْتكَفِهِ، وَقَد أُرِيتُ هذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أُنْسِيتُها، فَابْتغُوها في العَشْرِ الأَوَاخرَ، وابْتَغُوها في كُلِّ وِتْرٍ، وقَدْ رَأيْتُني أسْجُدُ في ماءٍ وَطِينٍ، فَاسْتَهلَّتِ السَّمَاءُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَأمطَرَتْ، فَوَكَفَ الْمَسْجدُ فِي مُصَلَّى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ إحْدَى وَعِشْرِينَ، فَبَصُرَتْ عَيني نَظَرتُ إِلَيْهِ انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْح، وَوَجْهُهُ مُمتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً.
الحديث الأول، والثاني:
(يجاور)؛ أي: يعتكف.
(حين) بالرفع اسم كان، وبالنَّصب ظرفٌ، و (يستقبل) عطْفٌ على يمشي لا على يمضي.
(بدا لي)؛ أي: ظهرَ بوحْيِ، أو اجتهادِ.
(فابتغوها)؛ أي: اطلُبُوها.
(رأيتُني) سبَق أنَّ كون الفاعل والمفعول ضَميرَي واحدٍ من خصائص أفعال القُلوب.
(فاستهلت) وذلك أوَّل المطَر، وقيل: صَوت وَقْعه.
(بصرت عيني) مِن التَّوكيد، كأخَذْتُ بيَدي، يُقال في الأمر الذي يَعِزُّ الوصول إليه إظهارًا للتعجُّب من تلك الحالة الغَريبة.
* * *