لأصحابه في فسخ الحجِّ لكان له وجهٌ.
قال (ش): ويشهد لتأويل الشّافعي قولُه في الحديث الآخر: "طَوافُكِ وسعيُك كافيك".
قال (ك): وأما قوله لها: (انقُضي وامتَشِطي) فليس بموْهِنٍ له، فإنهما جائزانِ في الإحرامِ حيث لا يَنْتِفُ شَعرًا، أو أنّ ذلك بسبب أذًى برأسها، فأُبيح كما أُبيح لكعبٍ الحلقُ للأذى، والمراد بالامتِشاط تسريحُ الشَّعر بالأصابع لغُسل الإحرام بالحجِّ، ويلزم منه نقْضُه.
(التنعيم) بفتح المُثَنَّاة، وسكون النُّون: بطرَف الحرم، ويُسمَّى: مسجد عائشة.
(وهذا مكان عمرتك) مبتدأٌ وخبرٌ، فالمشهورُ رفعُ (مكان) على الخبرية، أي: عوضُ عمرتك الّتي تركتِها لأجْل حيضتك، ويُنصب على الظَّرفية، وعاملُه المحذوفُ هو الخبرُ، أي: كائنةٌ، أو مجعولةٌ، ورجَّح (ع) الرَّفع؛ لأن الظَّرفية غيرُ مرادةٍ، بل العِوَضية عمَّا فاتَها من عمرةٍ مستقلةٍ كبقية أمَّهاتِ المؤمنين، وعيَّن بعضُهم النَّصب، وقال السُّهَيْلِيُّ: إنّه الوجهُ؛ لأن العمرة ليست لمكان عمرةٍ أُخرى إلا إنْ جُعلتْ (مكان) بمعنى: عِوَض، أو بدَل مجازًا، فيجوز الرفعُ حينئذٍ.
* * *
قَالَهُ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.