بالضمير، وأصله من لَبَّ بمعنى: واجَه، أو: أَلبَّ، أي: أحبَّ، أو من اللُّباب، وهو الخالص، أو مِنْ لبَّ بالمكان: أقام به، فمعناه: اتجاهي إليك، أو محبتي لك، أو إخلاصي لك، أو إقامتي على إجابتك مرةً بعد مرةٍ.
(إن) بكسر الهمزة وبفتحها، والكسرُ أَجود.
قال (خ): لأنه أعمُّ وأوسع، وقال ثعلبٌ: مَنْ فَتَحَ خَصَّ، ومَن كَسَرَ عَمَّ؛ لأنه يجعل الحمدَ لله على كلِّ حال، ومَن فَتَحَ يجعله لهذا السبب؛ لأنه على تقدير حذف التَّعليل البناءُ.
قلتُ: وإذا كَسَرَ كان للتعليلِ مِن حيث إنّه استئنافُ جوابٍ عن سؤالٍ عن العلة على ما تقرر في البيان، حتّى إن الإمامَ الرازيَّ وأتباعَه جعلوا (أن) تُفيد التعليلَ نفسها، ولكنه مردودٌ بما ذكرناه.
(والنعمة) بالنصب على المشهور.
وجوَّز (ع) الرفعَ، مبتدأٌ حُذف خبرُه؛ لدلالة خبر (إنَّ)، وجوَّز ابنُ الأَنْبَاري أن يكون الموجودُ خبرَ المبتدأ، وخبرُ (إنَّ) هو المحذوف، وحاصلُه: أن النِّعمةَ والشُّكرَ عليها كلاهما لله تعالى، والوجهان في: (المُلك).
وحكمُ التَّلْبية أنها مشروعةٌ إجماعًا، ثمّ قال الشَّافعيُّ، وأحمد: سنةٌ، وقال مالك: تجبُ، ويجب على تاركها دمٌ، وقال أبو حنيفة: لا ينعقد الحجُّ إلا بانضمامِ التَّلْبية إلى النية، أو سَوْق الهَدْي.