(لُحُوقًا) نصبٌ على التَّمييز.

(أطولكن) خبر مبتدأ محذوفٍ دلَّ عليه السُّؤال، وكان القِياس طُولًا، لكن جاءتْ أفعَل التَّفضيل مفردًا في مثله كثيرًا.

(يذرعونها)؛ أي: يقدِّرونها بذَرْع كلِّ واحدةٍ منهنَّ أيُّها أَطوَل، والضمير راجعٌ لمعنى الجمْع لا للفظ جماعة النِّساء، وإلا لقال: يَذْرعْنَ، أو أنهنَّ، عدَل إليه تعظيمًا لشأْنهنَ، كما قال:

وإنْ شِئْت حرَّمْت النِّساءَ سِواكُمُ

(سودة)؛ أي: بنت زَمعة، تزوُّجها - صلى الله عليه وسلم - بعد خَديجة على المشهور.

(بعدُ) مبنيُّ على الضمِّ.

(أنما) بفتح الهمزة.

(الصدقة) اسم (كان)، و (طُوْل يدِها) خبرٌ مقدَّم.

قال ابن دِحْية وغيره: هذا الحديث وإنْ صحَّ إسناده لكنَّه وهْمٌ بلا شكٍّ، فلا خلافَ بين أهل السِّيَر أن زَينب كانتْ أوَّلَهنَّ مَوتًا، وكذا رواه مسلم عن عائشة قالت: لأنها كانتْ تعمل بيَدها وتتصدَّق، وكأنه سقَط من رواية البخاري ذكر زَينب.

وقال (ن) في "التهذيب": إنَّ عائشة قالت: لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْرَعكُنَّ بي لُحوقًا أطولُكنَّ بَاعًا"، فكنَّا إذا اجتمعنا نمُدُّ أيديَنا في الجِدار نتطَاول، حتى تُوفِّيتْ زينب، وكانت امرأةً قصيرةً، ولم تكن أطولَنا، فعَرفْنا أنَّ المراد بطُول اليد الصَّدقة، وكانت زينب امرأةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015