قلت: أو التقدير كما في السُّؤال: يَدخُل ولَو زنا وسرَق، أي: فيدخل في الحالتَين.
وفيه أن الكبيرة لا تَسلُبُ اسمَ الإيمان، فإنَّ غير المؤمن لا يَدخُل، وأربابُها لا يخلَّدون في النار، وذكَر الزِّنا والسَّرقة؛ لأن الحقَّ إما للهِ، أو للعِباد، وقيل: إنما قال ذلك قبلَ نُزول الفَرائض والأَوامر والنَّواهي، وقال البخاري: إنَّ ذلك لمن نَدِمَ وتابَ ومات على ذلك.
* * *
1238 - حدثنا عُمَرُ بن حَفْصٍ، حدثنا أبِي، حدثنا الأَعْمَشُ، حدَّثنا شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَن مَاتَ يَشْرِكُ بالله شيئًا دَخَلَ النَّارَ".
وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
الثالث:
(وقلت أنا) أخذَ ذلك ابن مَسعود من أَنَّ نفْيَ السبَب يلزَم منه نَفْي المسبَّب، فهذا انتفَى الشِّرك لم يدخُل النَّار، فيَلزم دخولُه الجنَّة؛ إذْ لا ثالثَ لهما، أو من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 148]، ونحوه.
* * *