بِالنَّهَارِ كَرَاهِيَة أَن يَجتمع عَلَيْهِ النَّاس فَيَتَأَذَّى فَإِذا رآهُ من لَا يعرفهُ حسب أَنَّهُ أقطعَ قَالَ المظفر فَلَقِيت مكلبة بِاللَّيْلِ فصافحته فَإِذا يَده تسطعُ نورا: بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِهِ المظفر وَكَانَ يزْعم أَنه لَهُ مائَة وَتِسْعين سنة وَلَا يعرف فِي الصَّحَابَة مكلبة (قلت) قَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد مُصعب الْخُرَاسَانِي حَدَّث بِبَغْدَاد بِحضرة الْخَلِيفَة المتقي لله بْن المقتدر عَن مكلبة صَاحب رَسُول الله أَنبأَنَا ذَاكر بْن كَامِل الْحذاء قَالَ كتب إِلَى أَبُو مُحَمَّد هبة الله بْن أَحْمَد بْن الْأَكْفَانِيِّ الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكتاني الْأُسْتَاذ جَوْهَر بْن عَبْد الله الجيشاري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن شَاذان الْموصِلِي حَدثنَا مُصعب الخراسان بِحضرة المتقي أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ: لقيتُ مكلبة صَاحب رَسُول الله بِخراسان وَيَده ملفوفة بِمنديل قلت لَهُ: مَا ليدك ملفوفة؟ قَالَ: مَخَافَة أَن لَا تقطع وَكَانَ يَخرج فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة تُضيء مثل الشمعة فقلتُ لَهُ: مَا سَبَب هَذَا النُّور؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي غزَاة وَقد ألْقى نَفسه تَحت الْأَرَاك وكشف عَن صَدره وَقَالَ يَا مكلبة تعال انْظُر قلب نبيك كَيفَ يخطف من الْعَطش فرأيته يضطرب كجناح الطَّيرَة فَقَالَ هَذَا من شدَّة الْعَطش يَا مكلبة فرفعتُ يَدي عَن صَدره فَهَذَا الشعاع من ذَلِكَ الخفقان ثُمَّ قَالَ يَا مكلبة اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْأَرَاك وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَيْهَا فَأخذت السطحية ومضيت فَإِذا بِعَين خرارة فملأت الْإِدَاوَة ولَم أشْرب ولَمْ أتوضأ وَقَالَ يَا مكلبة شربتُ فقلتُ لَا يَا رَسُول الله أَنْت عطشان وَأَنا أشْرب فَقَالَ اشرب وَتَوَضَّأ وَغَارَتْ الْعين.

وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: مكلبة بْن ملكان الْخَوَارِزْمِيّ زعم أَنَّهُ صَحَابِيّ فَإِنَّمَا افترى وَأما هُوَ شَيْء لَا وجود لَهُ قَرَأت فِي تَارِيخ خوارزم لِمحمود بْن أرسلان أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الْمَوْصِليّ الصُّوفِي بخوارزم سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة حَدَّثَنَا عُمَر بْن أبي الْحَسَن الرُّؤَاسِي بدهستان سنة أَربع وثَمانين وَأَرْبَعمِائَة حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْحَافِظ بنيسابور حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْمُذكر أَنْبَأنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا المظفر بن عَاصِم الْعجلِيّ وَذكر أَنه لَهُ مائَة وَتِسْعين سنة حَدَّثَنَا مكلبة بْن ملكان بِخوارزم قَالَ: غزوت مَعَ النَّبِي أَرْبعا وَعشْرين غَزْوَة فَخرج عَلَيْهِ الْكفَّار مرّة فَقَتَلْنَا مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وهزمناهم فَذكر حَدِيثا طَويلا ركيكًا فِيهِ وأخرجتُ يَدي من صَدره عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقد نارت بنوره.

قَالَ مكلبة: كنت شَيخا فارسيًا فَلَمَّا سَمِعَ بِي النَّاس أنكروني فأدخلوني عَلَى أَمِير خُرَاسَان واجتمعَ عَليّ خلق وَالنَّاس بَين مُصدق وَغير ذَلِكَ فأخرجتُ يَمِيني وَقد تنور بِنور رَسُول الله فصدقوني قَالَ المظفر: كتبتُ هَذَا وَأَنا ابْن ثَمان عشرَة ولِمكلبة يَوْمئِذٍ مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ سنة.

قَالَ الذَّهَبِيّ: حَدَّث مظفر بِهذه التَّامَّة أَيْضا بسامر سنة إِحْدَى عشرَة وثلثمائة وسَمعه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن معَاذ بن شَاذان الْمقري بن المظفر وَزَاد فِيهِ قَالَ مظفر ولدت فِي آخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015