انظر هذه المقابر بالحاجر، ففيها بلاغٌ ومعتبر لمن ادّكر، تريا كلّ جدثٍ كأنّه علمٌ بين السّاهرة والآخرة. خطٌ متضايقٌ فيه جميع الخلائق، كالقلب الصغير، وفيه العالم الكبير، وكأنّ سكّانها صرعى مدامة، أو نيامٌ في ليلةٍ صباحها يوم القيامة.
وكم في تلك القبور من مَلِكٍ كان يصرف الأمر من مصر إلى عدن، أو يحتلّ غمدان ذي يزن، وكم بها من أميرٍ يملأ الدّست من جلالٍ ونور، وتحببي له دجلة والخابور.