انتهاء الليل وانصراف الناس

ولمّا هم اللّيل، بطي الذّيل، وأشرف الظّلام، على الانصرام، هبَّ الأضيافُ للانصراف، فإذا كلّ إنسانٍ يتكلم بترجمان، وينظر إلى الأنام، بعينٍ إنسانها قد نام، نثبت في خلج، وتماسك في فلج وإذا زهرٌ منثور، ودخانٌ منشور، وقدحٌ مكسور، وجميلٌ مخمور، وليلٌ كالغداف، وندى ببلِّ الطراف، وقرٌّ لو رميتَ فيه كأس الرحيق، عاد عقداً من عقيق.

وكواكب كأنّها أعينٌ حول، أو زهرٌ مطلول، أو عقدٌ منتثر أو جلدُ نمر، فما زال الجمع ينصرف، واللّيل ينكشف، حتّى بدا الصّباح في التّخوم، بين النّجوم، كأنّه غديرٌ منبجس، في روضةِ نرجس أو سيلٌ طمى على نوار أو ملاءة، جمعت لؤلؤ النثار فغاب في ذلك الضّياء، كواكب الأرض والسّماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015