وَكَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَشِبُّ شَبَابًا لا يُشْبِهُ الغِلْمَانَ فَلَمْ تَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حتَّى كَانَ غُلَامًا كَأَنَّهُ ابنُ أرْبَعِ سِنِينَ.

قَالَتْ حَلِيمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ تَعَالَى يُرِيَنَا البَرَكَةَ ونَتَعَرَّفُهَا، حتَّى بَلَغَ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَنَتَيْنِ، فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الغِلْمَانُ (?).

وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ: فَكَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَشِبُّ في يَوْمِهِ شَبَابَ الصَّبِيِّ في الشَّهْرِ ويَشِبُّ في الشَّهْرِ شَبَابَ الصَّبِيِّ في سَنَةٍ (?).

قَالَ البَرْدُونِيُّ:

وَشَبَّ طِفْلُ الْهُدَى المَنْشُودِ مُتَّزِرًا ... بِالْحَقِّ مُتَّشِحًا (?) بِالنُّورِ وَالنَّارِ

فِي كَفِّهِ شُعْلَةٌ تَهْدِي وفِي فَمِهِ ... بُشْرَى وفِي عَيْنَيْهِ إِصْرَارُ أَقْدَارِ

وفِي مَلَامِحِهِ وَعْدٌ وفِي دَمِهِ ... بُطُولَةٌ تَتَحَدَّى كُلَّ جَبَّارِ (?)

قالَتْ حَلِيمَةُ: فَقَدِمْنَا بهِ عَلَى أُمِّهِ زَائِرِينَ لَهَا، ونَحْنُ أحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ، فكَلَّمْنَا أُمَّهُ، وقُلْتُ لَهَا: لَوْ تَرَكْتِ بُنَيَّ عِنْدِي حتَّى يَغْلَظَ، فإنِّي أخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015