أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ له: إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ -أَوْ بَادِيَتكَ- فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاء، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنّ وَلَا إِنْسٌ ولَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ له يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: وَفِي الحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ:
1 - اسْتِحْبَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالأَذَانِ لِيَكْثُرَ مَنْ يَشْهَدُ له مَا لَمْ يَجْهَدْهُ أَوْ يتأَذَى بِهِ.
2 - وَفِيهِ أَنَّ حُبَّ الغَنَمِ وَالبَادِيَةِ، وَلَاسِيَّمَا عِنْدَ نُزُولِ الفِتْنَةِ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ.
3 - وَفِيهِ جَوَازُ التَّبَدِّي، ومُسَاكَنَةِ الأَعْرَابِ، ومُشَارَكَتِهِمْ في الأَسْبَابِ بِشَرْطِ حَظٍ مِنَ العِلْمِ، وَأَمْنِ غَلَبَةِ الجَفَاءَ.
4 - وَفيهِ أَنَّ أذَانَ الفَذِّ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ في قَفْرٍ (?)، وَلَوْ لَمْ يَرْتَجِ حُضُورَ مَنْ يُصَلِّي مَعَهُ؛ لِأَنَّهُ إِنْ فَاتَهُ دُعَاءُ المُصَلِّينَ، فَلَمْ يَفُتْهُ اسْتِشْهَادُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ (?).