مِمَّا يَلِي القِبْلَةَ إلى مُؤَخِّرِهِ مِائَةُ ذِرَاعٍ، والجَانِبَانِ مِثْلُ ذَلِكَ أَوْ دُونَهُ (?).
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَسْجِدَ، جَاءَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ -رضي اللَّه عنه- بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَؤُلَاءِ وُلَاةُ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي" (?).
فهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لَا يَصِحُّ.
وبَعْدَ الفَرَاغِ مِنْ بِنَاءِ المَسْجِدِ، بُنِيَتِ الحُجُرَاتُ لِأَزْوَاجِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَوْلَ مَسْجِدِهِ الشَّرِيفِ، وسُقِّفَتْ بِالجَرِيدِ، وجُذُوعِ النَّخْلِ؛ لِتَكُونَ مَسَاكِنَ لرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأهْلِهِ، فكان لسَوْدَةَ بِنتِ زَمْعَةَ بَيْت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وآخَرُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ لأَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمْ يَكُنْ تَزَوَّجَ في ذَلِكَ الوَقْتِ إِلَّا سَوْدَةَ وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (?).