-صلى اللَّه عليه وسلم- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (?)، فَقَدْ جَمَعَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ بَيْنَ ذَلِكَ (?) فَقَالَ: . . . أَنَّ عَلِيًّا -رضي اللَّه عنه- بَايَعَ أَوَّلًا مَعَ النَّاسِ الْبَيْعَةَ الْعَامَّةَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَلَمَّا حَصَلَ مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَتْبٌ عَلَى الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه- بِسَبَبِ مَا كَانَتْ مُتَوَهِّمَةً أَنَّهَا تَسْتَحِقُّ مِيرَاثَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَلَمْ تَعْلَمْ بِمَا أَخْبَرَهَا بِهِ الصِّدِّيقُ -رضي اللَّه عنه-، أَنَّهُ قاَلَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا نورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ"، فَحَجَبَهَا وَغَيْرَهَا مِنْ أَزْوَاجِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (?) وَعَمَّهُ مِنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِهَذَا النَّصِّ الصَّرِيحِ، وَهُوَ الصَّادِقُ البَارُّ، الرَّاشِدُ، التَّابعُ لِلْحَقِّ -رضي اللَّه عنه-، فَحَصَلَ لَهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الْبَشَرِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةِ الْعِصْمَةِ- عَتْبٌ وَتَغَضُّبٌ، وَلَمْ تُكَلِّمِ الصِّدِّيقَ -رضي اللَّه عنه- حَتَّى مَاتَتْ، وَاحْتَاجَ عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه- أَن يُرَاعِيَ خَاطِرَهَا بَعْضَ الشَّيْءِ، فَلَمَّا مَاتَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَفَاةِ أَبِيهَا -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأَى عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه- أَنْ يجَدِّدَ البيعة لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه-.
وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِعَلِيٍّ -رضي اللَّه عنه- مِنْ مبايَعَتِهِ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه- فِي أَوَّلِ أَوْ