لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ، فَأَخَذَ فِي أَشَدِّ مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ (?).
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعَرِّضُ (?) لِأَصْحَابِهِ بِاقْتِرَابِ أَجَلِهِ، وَيُلَمِّحُ لَهُمْ بِذَلِكَ، فَقَدْ ذَكَرْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ لِلنَّاسِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ" (?).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي الْمُسْنَدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لِتَأْخُذْ أُمَّتِي مَنْسِكَهَا، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاهُمْ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا" (?).
رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا (?) بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّر، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ! فَإِنَّمَا أنَّا بَشَرٌ يُوشِكٌ أَنْ يَأْتِي رَسُولُ رَبِّي (?) فَأُجِيبُ. . " (?).
وَرَوَى الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَأتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ وَلَا يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ