ثُمَّ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَضْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه-، وَبَرَاءَةَ عِرْضِهِ مِمَّا كَانَ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ بِأَرْضِ الْيَمَنِ، بِسَبَبِ مَا كَانَ صَدَرَ مِنْهُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْعَدَالَةِ التِي ظَنَّهَا بَعْضُهُمْ جَوْرًا، وَتَضَيُّقًا، وَبُخْلًا، وَالصَّوَابُ كَانَ مَعَهُ -رضي اللَّه عنه- في ذَلِكَ (?)، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَدِهِ -رضي اللَّه عنه-، وَقَالَ: "أَلسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " (?).
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ" (?).
وَلَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَا الْحُلَيْفَةِ بَاتَ بِهَا؛ لِأَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَطْرُقَ (?) النَّاسُ أَهَالِيَهُمْ لَيْلًا عَلَى غَيْرِ أُهْبَةٍ (?)، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَرَأَى الْمَدِينَةَ كَبَّرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ،