فَلَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: "هَذِهِ طَيبَةٌ أَوْ طَابَةٌ"، فَلَمَّا رَأَى جَبَلَ أُحُدٍ، قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا جُبيْلٌ (?) يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، ألا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ ".
قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ أَوْ دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ".
فَأُخْبِرَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -رضي اللَّه عنه- بِذَلِكَ، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَوَ لَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ؟ " (?).
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِأَنَّ بِالْمَدِينَةِ أُناسًا أَخَذوا أَجْرَ الْغَزْوِ مَعَهُمْ كَامِلًا، حبَسَهُمُ الْعُذْرُ، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي