عَشَرَ، أَوْ خَمْسَةَ عَشَرَ، عَلَى الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمُزَاحَمَتِهِ عَلَى الْعَقَبَةِ (?)، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَ رَسُولَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْهُمْ، فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمَّا أَقبل رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَ مُنَادِيًا فنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَخَذَ الْعَقَبَةَ، فَلَا يَأْخُذْهَا أَحَد، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُودُهُ حُذَيْفَةُ، وَيَسُوقُ بِهِ عَمَّارٌ، إِذْ أَقْبَلَ رَهْطٌ (?) مُتَلثِّمُونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ (?)، غَشُوا عَمَّارًا وَهُوَ يَسُوقُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَقبل عَمَّارٌ يَضْرِبُ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِحُذَيْفَةَ: "قَدْ، قَدْ" (?)، حَتَّى هَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَلَمَّا هَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، نَزَلَ وَرَجَعَ عَمَّار، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا عَمَّارُ، هَلْ عَرَفْتَ الْقَوْمَ؟ ".
فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ وَالْقَوْمُ مُتَلثِّمُونَ، قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَلْ تَدْرِي مَا أَرَادُوا؟ "، قَالَ عَمَّارٌ: اللَّهُ وَرَسُول أَعْلَمُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَطْرَحُوهُ" (?).