قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَرْبَعُونَ أَوْ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ، فِيهِمْ رِجَالُ الْوِفَادَةِ الْأُولَى وَآخَرُونَ، مِنْهُمْ: الْجَارُودُ بْنُ عَمْرٍ والْعَبْدِيُّ، فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ الْأَشَجِّ الْعَصْرِيِّ (?) -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في رِفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ لِيَزُورَهُ، فَأَقْبَلُوا، فَلَمَّا قَدِمُوا، رُفِعَ (?) لَهُمُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَنَاخُوا (?) رِكَابَهُمْ (?)، فَابْتَدَرَ (?) الْقَوْمُ، وَلَمْ يَلْبَسُوا إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ، وَأَقَامَ الْعَصْرِيّ، فَعَقَلَ (?) رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ (?)، وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ (?) يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، قَالَ: مَا هُمَا؟ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ"، فَقَالَ الْأَشَجُّ -رضي اللَّه عنه-: شَيْءٌ لا جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَوْ شَيْءٌ أَتَخَلَّقُهُ؟ (?)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا، بَلْ