ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَبَسَطَ لِي رِدَاءَهُ وَقَالَ: "عَلَى هَذَا يَا جَرِيرٌ فَاقْعُدْ"، وَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ" (?).
ثُمَّ أَسْلَمَ جَرِيرٌ هُوَ وَقَوْمُهُ، وَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (?).
قَالَ جَرِيرٌ -رضي اللَّه عنه-: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وجْهِي (?).
تَكْمُنُ أَهَمِيَّةُ أَحَادِيثِ جَرِيرٍ -رضي اللَّه عنه- بِأَنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ مُتَأَخِّرًا، فَيَكُونُ فِعْلُهُ -رضي اللَّه عنه-