كذَلِكَ سَارَعَ إِلَى الإِسْلَامِ بَنَاتُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، لأنَّهُ لا شَكَّ في تَمَسُّكِهِنَّ قَبْلَ البِعْثَةِ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أبُوهُنَّ مِنَ الِاسْتِقَامَةِ، وحُسْنِ السِّيرَةِ، والتَّنَزُّهِ عمَّا كَانَ يَفْعَلُهُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ مِنْ عِبَادَةِ الأصْنَامِ، والوُقُوعِ في الآثَامِ، وفي اقْتِدَائِهِنَّ بِأُمِّهِنَّ في المُسَارَعَةِ إلى الإِيمَانِ.
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وَأَمَّا بَنَاتُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فكُلُّهُنَّ أدْرَكْنَ الإِسْلَامَ، فأسْلَمْنَ وهَاجَرْنَ مَعَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
أوَّلُ مَنْ أسْلَمَ مِنْ خَارجِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي اللَّه عنه- فَهُوَ أوَّلُ مَنْ آمَنَ بالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ الرِّجَالِ البَالِغِينَ الأَحْرَارِ، وَكَانَ صَدِيقًا للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبْلَ البِعْثَةِ، وهُوَ أَصْغَرُ مِنَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ تَقْرِيبًا، وَكَانَ يَعْلَمُ مِنْ صِدْقِهِ، وأَمَانَتِهِ، وحُسْنِ سجِيَّيهِ، وكَرَمِ أخْلَاقِهِ مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الكَذِبِ عَلَى