كَمَا كَلَّمَ مُوسَى عليهِ السَّلامُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ حتَّى قَالَ: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} (?)، وقولُهُ تَعَالَى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} فهُوَ إرْسَالُ الرُّوحِ الأمِينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (?).

وقد كان لنبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- جميع هذه الأنواع، فقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ في رؤياه: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} (?).

* خَوْفُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ نِسْيَانِ القُرْآنِ:

وَكَانَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَخَافُ مِنْ نِسْيَانِ الوَحْي، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، في قولِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعَالِجُ (?) مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ. . فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (?) قَالَ: جَمْعَهُ في صَدْرِكَ وَتَقْرَأهُ، . . {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}. .، قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأنْصِتْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أتَاهُ جِبْرِيلُ عليهِ السَّلامُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قرَأَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَمَا أقْرَأهُ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015