مَاءٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى المَاءِ الذِي حَلّأتُهُمْ (?) عَنْهُ بِذِي قَرَدٍ، فإِذا بِنَبِيِّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي خَمْسِ مِئةٍ، وَإِذا بِلَالٌ قدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ (?) مِنْ أَصْحَابِكَ مِئَةَ رَجُلٍ، فَأَتْبَعَ القَوْمَ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ".
قَالَ -رضي اللَّه عنه-: نَعَمْ، وَالذِي أَكْرَمَكَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (?) فِي ضَوْءَ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا ابْنَ الأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأسْجِحْ (?)، إِنَّهُمْ الآنَ لَيُقْرَونَ (?) فِي أَرْضِ غَطَفَانَ".
قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: مَرُّوا عَلَى فُلَانٍ الغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ (?) جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقَالُوا: أَتَاكُمُ القَوْمُ، فتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هَارِبِينَ.