قَالَ: أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ (?) فَلَبِسَهُمَا (?).
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَدِمَتْ إلى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِلْيَةٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، أَهْدَاهَا لَهُ، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهِ فَصٌّ حبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِعُودٍ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، مُعْرِضًا عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تَحَلِّي بِهَذِهِ يَا بُنَيَّةُ" (?).
وَتُوُفِّيَ النَّجَاشِيُّ أَصْحَمَةُ -رضي اللَّه عنه- فِي رَجَبَ مِنَ السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلْهِجْرَةِ كَمَا سَيَأْتِي، وَنَعَاهُ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أَصْحَابِهِ يَوْمَ وَفَاتِهِ فَقَالَ: "مَاتَ اليَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ وَاسْتَغْفِرُوا لَهُ" (?) وَصَلَّى -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَيْهِ صَلَاةَ الغَائِبِ.
وَرَوَى النَّسَائيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ