حَائِلٌ، ومُحَمَّدٌ مِمَّنْ قَدْ عَرَفْتُمْ قَرَابَتَهُ، وقَدْ خَطَبَ إلَيْكُمْ رَاغِبًا كَرِيمَتَكُمْ خَدِيجَةَ، وقَدْ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصَّدَاقِ مَا حَكَمَ عَاجِلُهُ، وآجِلُهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا وَنَشًّا (?)، وهُوَ وَاللَّهِ بَعْدَ هَذَا لَهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ وخَطَرٌ جَلِيلٌ جَسِيمٌ. فَكَانَ جَوَابُ وَلِيِّ خَدِيجَةَ: هَذَا البِضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ (?).

وبَنَى (?) رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا وَنَحَرَ جَزُورًا أَوْ جَزُورَيْنِ، وأطْعَمَ النَّاسَ، فكَانَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَها رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا غَيْرَهَا، حتَّى مَاتَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (?).

قَالَ البُوصِيرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:

ورَأَتْهُ خَدِيجَةُ وَالتُّقَى وَالزُّهـ ... ــــــــــــدُ فِيهِ سَجِيَّةٌ وَالْحَيَاءُ

وَأَتَاهَا أَنَّ الغَمَامَةَ وَالسَّرْحَ (?) ... أَظَلَّتْهُ مِنْهُمَا أَفْيَاءُ

وَأَحَادِيثُ أَوْ وَعْدُ رَسُولِ اللَّهِ ... بِالْبَعْثِ حَانَ مِنْهُ الْوَفَاءُ

فَدَعَتْهُ إِلَى الزَّوَاجِ وَمَا ... أَحْسَنَ أَنْ يُبْلُغَ المُنَى الأَذْكِيَاءُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015