أَيْ أَنَّهُ فَعَلَ شَيْئًا اسْتَوْجَبَ بِهِ الجَنَّةَ حِينَ صَنَعَ بِرَسُولِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَا صَنَعَ.
فَلَمَّا أَسْنَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الشِّعْبِ أَدْرَكَهُ أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ مُحَمَّدٌ؟ لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَقَالَ القَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَيَعْطِفُ (?) عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا؟ ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دَعُوهُ".
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ: فَاعْتَرَضَهُ رِجَالٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اسْتَأْخِرُوا، اسْتَأْخِرُوا"، فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الحَرْبَةَ مِنَ الحَارِثِ بنِ الصِّمَّةِ -رضي اللَّه عنه-، فَلَمَّا أَخَذَهَا -صلى اللَّه عليه وسلم- انْتَفَضَ بِهَا انْتِفَاضَةً تَطَايَرَ عَنْهُ أصْحَابُهُ تَطَايُرَ الشَّعْرَاءِ (?) عَنْ ظَهْرِ البَعِيرِ إِذَا انْتَفَضَ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَطَعَنَهُ في تُرْقُوَتِهِ (?) مِنْ فُرْجَةٍ بَيْنَ سَابِغَةِ (?) الدِّرْعِ، وَالبَيْضَةِ تَدَهْدَهَ (?) مِنْهُ -أَيْ مِنَ الطَّعْنَةِ- عَنْ فَرَسِهِ مِرَارًا،