وَكَانَ آخِرَ مَنْ قُتِلَ مِنْ هَؤُلَاءِ الأَنْصَارِ عُمَارَةُ بنُ زِيَادِ بنِ السَّكَنِ -رضي اللَّه عنه-، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الجِرَاحَةُ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَدْنُوهُ مِنِّي"، فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ، فَمَاتَ، وَخَدُّهُ عَلَى قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
وَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدَ مَقْتَلِ هَؤُلَاءِ الأَنْصَارِ غَيْرُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَشَدَّ المُشْرِكُونَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَرَمَاهُ عُتْبَةُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِالحِجَارَةِ، فَوَقَعَ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِشِقِّهِ، وَأُصِيبَتْ شَفَتُهُ السُّفْلَى فَجَرَحَهَا، وَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ اليُمْنَى (?)، وَكُسِرَتِ البَيْضَةُ (?) عَلَى رَأْسِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَتَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ فَشَجَّهُ في جَبْهَتِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَتَى ابنُ قَمِئَةَ فَعَلَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالسَّيْفِ، وَضَرَبَهُ عَلَى مَنْكبهِ (?) الأَيْمَنِ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، شَكَا الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِأَجْلِهَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرٍ، ثُمَّ ضَرَبَهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ (?) وَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا