-رضي اللَّه عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا خَرَجَ إِلَى العِيدَيْنِ، رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الذِي خَرَجَ مِنْهُ (?).
وَالحِكْمَةُ مِنْ مُخَالفَةِ الطَّرِيقِ: لِيُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الطَّرِيقَيْنِ، وَقِيلَ: لِيَنَالَ بَرَكتَهُ الفَرِيقَانِ، وَقِيلَ: لِيَقْضِيَ حَاجَةَ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: لِيُظْهِرَ شَعَائِرَ الإِسْلَامِ فِي سَائِرِ الفِجَاجِ وَالطُّرُقِ، وَقِيلَ: لِيَغِيظَ المُنَافِقِينَ بِرُؤْيَتِهِمْ عِزَّةَ الإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَقِيَامَ شَعَائِرِهِ، وَقِيلَ: لِتَكْثُرَ شَهَادَةُ البِقَاعِ، فَإِنَّ الذَّاهِبَ إِلَى المَسْجِدِ وَالمُصَلَّى إِحْدَى خُطْوَتَيْهِ تَرْفَعُ دَرَجَةً، وَالأُخْرَى تَحُطُّ خَطِيئَةً حَتَّى يَرْجعَ إِلَى مَنْزِلهِ، وَقِيلَ -وَهُوَ الأَصَحُّ-: إِنَّهُ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَلغَيْرِهِ مِنَ الحِكَمِ التِي لَا يَخْلُو فِعْلُهُ عَنْهَا (?).
* * *