قَوْلُ عُقْبَةَ: مَنْ لِلصِّبْيَةِ: أَيْ مَنْ يَكْفُلُ الأَطْفَالَ ويُرَبِّيهِمْ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ اسْتِعْطَافَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "النَّارُ"، قَالَ الطِّيبِيُّ: يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ النَّارَ عِبَارَةٌ عَنِ الضَّيَاعِ، وَثَانِيهَا: أَنَّ الجَوَابَ مِنَ الأُسْلُوبِ الحَكِيمَ، أَيْ لَكَ النَّارُ، وَدَعْ أَمْرَ الصِّبْيَةِ، فَإِنَّ كَافِلَهُمْ هُوَ اللَّهُ (?).
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ: كَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ -النَّضْرُ بنُ الحَارِثِ، عُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ- مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَكْثَرِهِمْ كُفْرًا وَعِنَادًا، وَبَغْيًا وَحَسَدًا، وَهِجَاءً لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، لَعَنَهُمَا اللَّهُ، وَقَدْ فَعَلَ (?).
ثُمَّ ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ مُؤَيَّدًا مَنْصُورًا، قَرِيرَ العَيْنِ بِنَصْرِ اللَّهِ لَهُ، وَمَعَهُ الأُسَارَى، وَالغَنَائِمُ الكَثِيرَةُ، وَقَدْ بَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ بَشِيرًا إِلَى المَدِينَةِ بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى مَنْ أشْرَكَ بِاللَّهِ، أَحَدُهُما: عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ، وَالثَّانِي: زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ.
أَخْرَجَ الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ بَدْرٍ، بَعَثَ بَشِيْرَيْنِ إِلَى أَهْلِ المَدِينَةِ، بَعَثَ زَيْدَ بنَ