أبَا يُونسَ سُلَيمًا، مَولَي أَبِي هُرَيرَةَ، حَدثَهُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن رَسُولِ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ أَنهُ قَال: كُل بَنِي آدَمَ يَمَسهُ الشيطَانُ يَومَ وَلَدَتْهُ أُمه، إِلا مَريَمَ وَابْنَهَا".

5983 - (00) (00) حدَّثنا شَيبَانُ بن فَروخَ. أَخبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أبا يونس سليمًا) بن جبير الدوسي مولاهم (مولى أبي هريرة) المصري، ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (حدثه) أي حدث لعمرو بن الحارث (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سليم بن جبير لسعيد بن المسيب (أنه قال كل بني آم يمسه الشيطان) أي يطعنه في جنبه (يوم ولدته أمه) أي حين وضعته أمه (إلا مريم وابنها) والعرب قد تطلق اليوم وتريد به الوقت والحين كما في قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا} [الأحقاف: 35] أي حين يرون العذاب، وقوله هنا: (كل بني آدم) وفي الحديث السابق (كل مولود وما من مولود) ظاهر قوي في العموم والاحاطة لأن لفظة كل تفيد الإحاطة والشمول ولما استثنى منه مريم وابنها التحق بالنصوص فأفاد أن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها وإن لم يكن كذا بطلت الخصوصية بهما ولا يُفهم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال المنخوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد وكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك يعصمهم الله مما يرومه الشيطان كما قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء: 65] هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وُكل به قرينه من الشياطين كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أحمد [2/ 319] وعلى هذا فمريم وابنها وإن عُصما من نخسه فلم يُعصما من ملازمته لهما ومقارنته، وقد خص الله تعالى نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بخاصية كمل بها عليه إنعامه بأن أعانه على شيطانه حتى صح إسلامه رواه أحمد [1/ 385]، ومسلم [4/ 28] فلا يكون عنده شر ولا يأمره إلا بخير وهذه خاصية لم يؤتها أحد غيره لا عيسى ولا أمه اهـ من المفهم.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:

5983 - (00) (00) (حدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأيلي (أخبرنا أبو عوانة)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015