مَا رَأَيتُ شَيئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
5912 - (00) (00) حدَّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ. قَال: مَا رَأَيتُ مِن ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيهِ، بَعِيدَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفيه دليل على جواز لبس الأحمر من الثياب وقد أخطأ من كره لبسه مطلقًا غير أنه قد يختص بلبسه في بعض الأوقات أهل الفسق والبطالة والمجون فحينئذٍ يكره لأنه إذ ذاك تشبه بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود [4031] لكن ليس هذا مخصوصًا بالحمرة بل هو جار في كل الألوان والأحوال حتى لو اختص أهل الظلم والفسق بشيء مما أصله سنة كالخاتم والخضاب والفَرْقِ لكان ينبغي لأهل الدين أن لا يتشبهوا بهم مخافة الوقوع فيما كرهه الشرع من التشه بأهل الفسق ولأنه قد يظن به من لا يعرفه أنه منهم فيعتقد فيه ذلك وينسبه إليهم فيظن به ظن السوء فيأثم الظان بذلك والمظنون به بسبب المعونة عليه اهـ من المفهم (مما رأيت شيئًا قط أحسن) وأجمل، وقط ظرف مستغرق لما مضى من الزمان متعلق بالنفي أي ما رأيت فيما مضى من عمري شيئًا أحسن وأجمل (منه صلى الله عليه وسلم) خلقًا وخُلقًا وصفة وحلية.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 290]، والبخاري في مواضع منها في كتاب الأنبياء باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم [3551]، وأبو داود في الترجل باب ما جاء في الشعر [4183، 4184]، والترمذي في المناقب باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم [3635]، والنسائي في الزينة باب اتخاذ الجمة [5232 و 5233]، وابن ماجه [3599].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
5912 - (00) (00) (حدثنا عمرو) بن محمد (الناقد) البغدادي (وأبو كريب قالا: حدثنا وكيع عن سفيان) الثوري (عن أبي إسحاق) السبيعي (عن البراء) بن عازب الأنصاري الأوسي رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سفيان لشعبة (قال) البراء: (ما رأيت من ذي لمة) بكسر اللام وتشديد الميم أي صاحبها (أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب) أي يصل (منكبيه بعيد