هِشام، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائشَةَ. قَالت: قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ فَقَالُوا: نَعَم. فَقَالُوا: لَكِنَّا، واللهِ مَا نُقَبِّلُ. فَقَال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ: "وَأَمْلِكُ إن كَانَ الله نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحمَةَ".

وَقَال ابْنُ نُمَيرٍ: "من قَلْبِكَ الرَّحمَةَ"

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هشام) بن عروة الأسدي، ثقة، من (5) روى عنه في (16) بابا (عن أبيه) عروة بن الزبير المدني، ثقة، من (2) روى عنه في (20) بابا (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (قالت) عائشة: (قدم ناس من الأعراب) أي من سكان البوادي (على رسول الله صلى الله عليه وسلم) يمكن أن يكون في أولئك الناس الأقرع بن حابس الآتي ذكره في الحديث التالي، وقد ذكر الأصفهاني في الأغاني مثل هذه القصة لقيس بن عاصم التميمي، ووقع مثل ذلك لعيينة بن حصن فيما أخرجه أبو يعلى في مسنده برجال ثقات قال الحافظ في الفتح [10/ 430] بعد ما ذكر هذه الروايات يحتمل أن يكون وقع ذلك لجميعهم، فقد وقع في رواية قدم ناس من الأعراب (فقالوا) لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتل بعض أولاد بناته وهو الحسن بن علي كما هو مصرح في الحديث الآتي (أتقبَّلون) أي هل تقبّلون (صبيانكم) أي أولادكم يا معشر قريش (فقالوا): أي فقال الحاضرون عند النبي صلى الله عليه وسلم من الأصحاب (نعم) نقتل أولادنا شفقة عليهم (فقالوا): أي فقال أولئك الأعراب (لكنا) نحن (والله ما نقبل) أولادنا (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأولئك الأعراب (وأملك) وفي رواية البخاري (أو أملك) بإثبات همزة الاستفهام فحُذفت همزة الاستفهام في رواية مسلم لعلمها من السياق أي أأملك وأقدر على جعل الرحمة في قلوبكم (إن كان الله) سبحانه (نزع) وأخذ (منكم) أي من قلوبكم (الرحمة) والاستفهام هنا للإنكار أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلوبكم بعد أن نزعها الله من قلوبكم (وقال) عبد الله (بن نمير) في روايته (من قلبك الرحمة) بكاف خطاب المفرد نظرًا إلى المحاور مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الأدب باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته [5998] وابن ماجه في الآداب باب برّ الوالد والإحسان إلى البنات [3709].

قوله: (وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة) قال القرطبي: كذا وقع هذا اللفظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015