لَهُ وسَادَةً مِنْ أدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ. فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ. وَصَارَتِ الْوسَادَةُ بَينِي وَبَينهُ. فَقَال لِي: "أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةُ أَيَّامِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَال: "خَمْسًا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَال: "سَبْعًا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: "تِسْعًا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَال: "أَحَدَ عَشَرَ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَال النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أي وضعت (له) صلى الله عليه وسلم (وسادة) أي مخدة يقال وسادة ووساد بكسر الواو وتقولها هذيل بالهمز بدل الواو ما يوضع عليه الرأس وقد يتكأ عليه وهو المراد هنا (من أدم) بفتحتين الجلد المدبوغ (حشوها) أي محشوها وهو ما مُلِئَ فيها من (ليف) وهو ما يؤخذ من أصول النخل من بين أغصانه (فـ) أبي أن يجلس عليها و (جلس على الأرض وصارت الوسادة) باقية (بيني وبينه) صلى الله عليه وسلم، قال المهلب: وفيه إكرام الكبير، وجواز زيارة الكبير تلميذه وتعليمه في منزله ما يحتاج إليه في دينه، وإيثار التواضع وحمل النفس عليه، وجواز رد الكرامة حيث لا يتأذى بذلك من ترد عليه، وقوله (فجلس على الأرض) فيه بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع وترك الاستئثار على جليسه، وفي كون الوسادة من أدم حشوها ليف بيان ما كان عليه الصحابة في غالب أحوالهم في عهده صلى الله عليه وسلم من الضيق، إذ لو كان عنده أحسن منها لأكرم بها نبيه صلى الله عليه وسلم (فقال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما يكفيك) بهمزة الاستفهام الداخلة على ما النافية أي أليس يكفيك (من كل شهر ثلاثة أيام) أي صوم ثلاثة أيام فاعل يكفي فيكون لك بكل يوم عشرة أيام فتكون كمن صام الشهر الكامل، قال عبد الله (قلت) له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله) ما يكفيني صوم ثلاثة أيام من كل شهر، فجواب النداء محذوف لعلمه من السياق كما قدرناه، وكذلك يقدر في البواقي (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذًا (خمسًا) أي فصم خمسة أيام من كل شهر، وكذلك التقدير في قوله سبعًا وتسعًا وأحد عشر (قلت يا رسول الله) ما يكفيني صوم خمسة أيام من كل شهر (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذًا فصم (سبعًا) أي سبعة أيام من كل شهر (قلت يا رسول الله) ما يكفيني ذلك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فصم (تسعًا) أي تسعة أيام من كل شهر (قلت يا رسول الله) ما يكفيني ذلك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذًا فصم (أحد عشر) يومًا من كل شهر (قلت يا رسول الله) ما يكفيني ذلك (فقال النبي صلى الله عليه وسلم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015